في ظل التصعيد المتواصل بين إيران وإسرائيل، أطلقت الاستخبارات التابعة للحرس الثوري الإيراني تحذيراً رسمياً للمواطنين الإيرانيين بشأن تصاعد محاولات تجنيدهم من قبل أجهزة استخبارات تابعة لدول معادية، في مقدمتها الموساد الإسرائيلي. 
يأتي هذا التحذير بعد سلسلة من العمليات التي وصفت بالأكثر جرأة، استهدفت علماء نوويين وقادة عسكريين إيرانيين، ما يعكس خطورة الاختراقات الأمنية التي تتعرض لها إيران في قلب أراضيها.

تحذيرات استخباراتية: الموساد يخترق الداخل الإيراني

ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم الثلاثاء، أن الحرس الثوري وجّه إنذاراً علنياً للمواطنين، يحذرهم من الانخراط في أي تواصل مريب قد يكون جزءاً من مخطط استخباراتي خارجي. 
وأوضحت وسائل الإعلام نقلا عن المصادر أن محاولات التجنيد من قبل أجهزة مخابرات أجنبية باتت أكثر تنظيماً وتطوراً، ما يستدعي اليقظة الشعبية والتعاون مع الجهات الأمنية.

وتأتي هذه التحذيرات وسط توتر متصاعد بين طهران وتل أبيب، لا سيما بعد حرب غير مباشرة استمرت 12 يوماً الشهر الماضي، تخللتها عمليات أمنية معقدة واغتيالات طالت رموزاً بارزة داخل إيران.

اغتيالات منظمة تستهدف العقول النووية

خلال الحرب الجوية التي شنتها إسرائيل على إيران، ركزت عمليات الموساد الإسرائيلي على تصفية قادة الحرس الثوري الإيراني وعلماء نوويين يُعتقد أنهم جزء محوري في البرنامج النووي الإيراني. 
وبحسب تقرير للقناة 12 الإسرائيلية نُشر في يونيو الماضي، فقد تم اغتيال نحو 17 عالماً إيرانياً منذ 13 يونيو، عبر غارات جوية، مسيرات مفخخة، وحتى عمليات تفجير بواسطة سيارات ملغومة.

إيران تعلن عن إحباط محاولات تجسس واعتقال عملاء

من جانبها، تواصل السلطات الأمنية الإيرانية الكشف عن اعتقال عملاء وجواسيس بشكل شبه يومي، تقول إنهم على ارتباط مباشر بالموساد.
وتؤكد الأجهزة الإيرانية أنها أحبطت العديد من المخططات الهادفة إلى زعزعة الاستقرار الداخلي، وأنها في حالة تأهب قصوى ضد محاولات التغلغل الاستخباراتي.

شبكات تجسس مدربة ومعدات من الخارج

كشفت وسائل إعلام نقلا عن مصادر استخباراتية إسرائيلية أن الموساد قام بنشر فرق خاصة داخل الأراضي الإيرانية منذ سنوات، وتم تدريب مجموعات محلية على تنفيذ مهام استخباراتية متقدمة. 
كما تم تهريب أجهزة ومعدات مراقبة وتجسس متطورة إلى إيران، أحياناً عبر شركات تجارية محلية غير مدركة لهوية المرسل الحقيقي، في سيناريو شبيه بتفجيرات البيجر التي استهدفت حزب الله في لبنان الصيف الماضي.

استهداف متواصل للبرنامج النووي الإيراني

عمليات الاغتيال الأخيرة ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة محاولات إسرائيلية طويلة لتعطيل البرنامج النووي الإيراني، شملت أيضاً هجمات سيبرانية شهيرة استهدفت منشآت نووية رئيسية مثل نطنز وأصفهان، في إطار ما تصفه تل أبيب بـ"الوقاية الاستباقية" لمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية.

تواجه إيران اليوم تحديات أمنية غير مسبوقة، مع تصاعد وتيرة الاختراقات الاستخباراتية وعمليات الاغتيال المدروسة. 
وبينما تسعى طهران لتضييق الخناق على الجواسيس والعملاء، فإن التحدي الأكبر يبقى في مدى قدرتها على تحصين الداخل واحتواء الحرب غير المعلنة التي باتت تهدد أركان الدولة من الداخل.