في تطور جديد يضع المنطقة على حافة تصعيد إقليمي واسع، أعلنت إسرائيل تنفيذ ضربات جوية دقيقة على أهداف عسكرية تابعة لجماعة الحوثي في ميناء الحديدة غربي اليمن. 

وتزامن القصف مع تصريحات نارية لوزير الدفاع الإسرائيلي، الذي توعد الحوثيين بـ"ثمن باهظ"، مشيراً إلى أن مصير اليمن لا ينفصل عن مصير إيران، في مؤشر واضح على الربط بين الجماعتين في إطار المواجهة الإسرائيلية المفتوحة مع محور المقاومة. 
تأتي هذه التطورات وسط أزمة داخلية يعاني منها الجيش الإسرائيلي، أبرزها نقص كبير في الضباط المؤهلين ضمن وحدات البرية، ما يطرح تساؤلات حول القدرة على إدارة الصراع على جبهات متعددة.

إسرائيل تشن ضربات دقيقة على منشآت عسكرية في الحديدة

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن سلاح الجو شنّ هجمات استهدفت مواقع داخل ميناء الحديدة، بينها صهاريج وقود وآليات هندسية، قالت إنها تُستخدم لإعادة تأهيل البنى التحتية التي توظفها جماعة الحوثي لأغراض عسكرية. 
كما أكد الجيش أنه استهدف سفنًا وقوارب يُعتقد أنها تُستخدم في تنفيذ هجمات بحرية أو لنقل أسلحة.

وبحسب بيان رسمي، فإن العملية جاءت رداً على إطلاق صواريخ من اليمن باتجاه إسرائيل، في ظل تصاعد وتيرة الهجمات التي ينفذها الحوثيون تضامناً مع قطاع غزة.

وزير الدفاع الإسرائيلي: سنمنع الحوثيين من إعادة التمركز

في تصريحات وُصفت بأنها تحمل تهديدًا صريحًا، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس: "نهاجم بقوة كل محاولة لإعادة بناء البنية التحتية العسكرية للحوثيين، ولن نسمح بتحول اليمن إلى منصة تهديد مستمرة". 
وأضاف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس: "مصير اليمن هو مصير إيران، وسيدفع الحوثيون ثمناً باهظاً لاستهتارهم باستهداف إسرائيل".

وأشار إلى أن بلاده تعمل بشكل مركز لمنع الجماعة من تطوير قدراتها، سواء كانت صاروخية أو بحرية، مؤكداً استمرار العمليات العسكرية إذا استدعى الأمر.

أزمة في الجيش الإسرائيلي: نقص حاد في الضباط

في سياق داخلي متصل، كشفت صحيفة معاريف العبرية عن وجود نقص كبير في عدد الضباط ضمن وحدات القوات البرية للجيش الإسرائيلي، يقدر بنحو 300 ضابط. ويتركّز العجز في سلاح الهندسة، وخصوصاً في قادة الفصائل وفرق التفكيك الهندسي.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش يجد صعوبة في جذب الجنود المتميزين للالتحاق بدورات الضباط، ما اضطره خلال الأشهر الماضية إلى تعيين قادة وحدات لم يتخرجوا من الدورات النظامية.

ورغم محاولة مكتب المتحدث باسم الجيش التقليل من حجم الأزمة بالقول إن لا توجد فجوات في قيادة الكتائب النظامية، إلا أن التقارير تشير إلى حالة من الاستنزاف البشري المتزايد في وحدات النخبة.

لابيد ينتقد الرد العشوائي في دمشق ويدعو لانتخابات

وفي موقف لافت من داخل المعارضة الإسرائيلية، هاجم زعيم المعارضة يائير لابيد، عبر إذاعة الجيش، سياسة الحكومة الحالية، واصفاً الهجوم الإسرائيلي الأخير على دمشق بأنه في غير محله.
وأضاف: يبدو وكأننا ثملون بالقوة ونهاجم أي مكان في الشرق الأوسط دون خطة واضحة، داعياً إلى انتخابات مبكرة لإنقاذ إسرائيل من حالة التهور السياسي والعسكري.

تصعيد خارجي وأزمة داخلية

بينما تتوسع رقعة المواجهة الإسرائيلية من غزة إلى اليمن وسوريا، تتكشف في الوقت نفسه أزمات بنيوية داخل الجيش الإسرائيلي، مما يضع إسرائيل أمام معادلة معقدة: كيف تدير حرباً إقليمية متعددة الجبهات، بينما تواجه نقصاً حاداً في الكوادر القتالية داخل الجيش؟