في عالم تتقاذفه رياح السياسة والاقتصاد، لا يبدو أن النفط قادر على التماسك طويلًا؛ فالأسواق تتأثر بهمسات العقوبات وتتحرك على وقع تصريحات جمركية، ليبقى البرميل رهينة قرارات الكبار وتقلبات المضاربات.

أسعار النفط العالمي 

تراجعت أسعار النفط للأسبوع الحالي بعدما طغت التوترات التجارية بين واشنطن وبروكسل على مشهد الأسواق العالمية، وتزامن ذلك مع تضارب في المؤشرات الاقتصادية الأميركية التي زادت من ضبابية مستقبل الطلب على الطاقة.

تقلبات الأسواق تجر النفط لخسارة أسبوعية

بحسب البيانات، أغلق خام برنت على انخفاض طفيف قدره 24 سنتًا، ليصل إلى 69.28 دولار للبرميل، بينما هبط خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 20 سنتًا إلى 67.34 دولار للبرميل. وسجل الخامان خسارة أسبوعية بلغت حوالي 2%.

التقارير الصادرة من الولايات المتحدة أظهرت تراجعًا حادًا في بناء المنازل الخاصة، حيث هبط المؤشر إلى أدنى مستوى له منذ قرابة عام، مدفوعًا بارتفاع تكاليف الرهن العقاري وتزايد المخاوف الاقتصادية، مما أضعف التوقعات المرتبطة بالاستهلاك الطاقي.

لكن بالمقابل، ظهرت بوادر تفاؤل نسبي مع تحسن ثقة المستهلكين خلال يوليو، واستمرار تراجع توقعات التضخم، وهو ما قد يشجع الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة مستقبلًا، بما يحفز النشاط الاقتصادي ويرفع الطلب على الطاقة.

ترامب يسعى لفرض رسوم جمركية تتراوح بين 15 و20% ضمن أي اتفاق محتمل

في المقابل، تصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث كشفت "فاينانشال تايمز" أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسعى لفرض رسوم جمركية تتراوح بين 15 و20% ضمن أي اتفاق محتمل، مع دراسة الإدارة الأميركية خيارات لفرض رسوم مضادة تفوق 10% حتى في حال التوصل إلى اتفاق.

وفي السياق الجيوسياسي، أعلن الاتحاد الأوروبي عن حزمة جديدة من العقوبات – هي الثامنة عشرة منذ بداية الحرب – تستهدف قطاعي النفط والطاقة الروسيين بشكل مباشر، في خطوة من شأنها زيادة الضغوط على الإمدادات العالمية وتفاقم حالة القلق في أسواق الخام.

مستقبل غامض في أسواق الطاقة

مع تزايد التحركات السياسية والاقتصادية على المسرح العالمي، تظل أسعار النفط عُرضة للتقلبات، بين رسوم تهدد التجارة الدولية، وعقوبات تضغط على العرض، ومؤشرات اقتصادية تتفاوت في إشاراتها، يبقى المشهد مفتوحًا على احتمالات متعددة لا يمكن التنبؤ بها بسهولة.