في حادث أعاد للأذهان المخاطر التي تواجه البنية التحتية للطاقة في الشرق الأوسط، اندلع حريق مفاجئ ظهر اليوم في إحدى وحدات مصفاة عبادان التاريخية في إيران، ما أثار حالة من القلق قبل أن تعلن السلطات عن السيطرة عليه بالكامل دون أن يؤثر على عمليات التكرير والإنتاج.
المصفاة، التي تُعد الأقدم في المنطقة، تواصل العمل بشكل طبيعي، فيما يجري التحقيق في ملابسات الحادث.

اندلاع الحريق واستجابة فورية

أعلنت الدائرة الإعلامية لشركة التكرير الإيرانية أن الحريق اندلع في الوحدة رقم 70 التابعة لمصفاة عبادان الواقعة جنوب غربي إيران، وذلك بعد ظهر اليوم، دون أن توضح الأسباب المباشرة لاشتعال النيران.

وفور وقوع الحادث، توجهت فرق الإطفاء والطوارئ إلى الموقع بشكل عاجل، حيث بدأت عمليات مكافحة الحريق في ظروف وصفت بالدقيقة، نظرًا لخطورة المواد المشتعلة داخل المصفاة.

وأكدت السلطات أن التدخل السريع والمهني من قبل الفرق المختصة حال دون اتساع رقعة النيران، مشيرة إلى أن الحريق تحت السيطرة بالكامل.

إيؤان: لا تأثير على الإنتاج والمصفاة تعمل بشكل طبيعي

طمأنت إدارة مصفاة عبادان المواطنين والأسواق بأن الحادث لم يؤثر على سير العمليات الإنتاجية، حيث تواصل المصفاة العمل بوتيرة طبيعية دون أي تعطيل أو خلل في برامج التكرير.

وذكرت الإدارة في بيان رسمي أن الوحدات الأخرى داخل المصفاة لم تتأثر مطلقًا بالحريق، ولم يتم تسجيل أي خسائر بشرية أو إصابات بين العاملين، فيما تستمر فرق الطوارئ في مراقبة الموقع احترازيًا.

مصفاة عبادان في إيران تاريخ من الأزمات والصمود

تُعد مصفاة عبادان من أبرز المنشآت النفطية في إيران، وتتمتع بمكانة تاريخية على مستوى الشرق الأوسط، إذ بدأت العمل عام 1911، وكانت أول مصفاة نفطية في المنطقة.

تقع المصفاة على الضفة الشرقية لشط العرب، مقابل مدينة الفاو العراقية، وقد تعرضت لأضرار جسيمة خلال الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي، لكنها واصلت العمل وأعيد ترميمها على مراحل.

وتنتج مصفاة عبادان كميات كبيرة من المنتجات البترولية، مما يجعلها من أهم ركائز الاقتصاد الإيراني في قطاع الطاقة، ويجعل أي حادث فيها محط اهتمام إقليمي ودولي.

تحقيقات فنية جارية وسط تكتم رسمي

حتى الآن، لم تعلن الجهات المعنية عن الأسباب الفنية أو البشرية التي أدت إلى اندلاع الحريق، كما لم يصدر أي بيان حول احتمال وجود شبهة جنائية أو عمل تخريبي.

وأشارت وسائل إعلام نقلا عن مصادر داخل الشركة إلى أن لجنة تحقيق فنية بدأت أعمالها فور احتواء الحريق، وذلك لتحديد أسباب الحادث وتفادي تكراره مستقبلاً، خاصةً مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، والتي قد تسهم في زيادة معدلات الحوادث الصناعية.