في أول رد فعل دولي بارز على الاتفاق الذي أعلنته الرئاسة السورية بشأن وقف إطلاق النار في محافظة السويداء، رحب الاتحاد الأوروبي بالتوصل إلى الهدنة، مشددًا على ضرورة الالتزام الكامل بها، ووقف كافة أعمال العنف، مع الدعوة لحماية المدنيين، ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات. 

كما أبدى الاتحاد الأوروبي قلقه من التدخلات الخارجية، لا سيما الإسرائيلية، مؤكدًا على دعم مسار سياسي سوري شامل ومملوك من قبل السوريين أنفسهم.

الاتحاد الأوروبي يدعم وقف إطلاق النار وحماية المدنيين

أشاد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، أنور العنوني، عبر تدوينة نشرها على منصة "X"، بالإعلان عن وقف فوري وشامل لإطلاق النار في محافظة السويداء، معتبرًا هذه الخطوة ضرورية لوقف نزيف الدم وحماية السكان المدنيين.

وأكد العنوني أن الاتحاد الأوروبي يدعو إلى احترام وقف إطلاق النار بشكل كامل، والوقف الفوري لجميع أعمال العنف، إضافة إلى اتخاذ تدابير عاجلة للحد من التحريض والخطاب الطائفي الذي يشكل تهديدًا على النسيج المجتمعي السوري.

رسالة للجهات الأجنبية: كفوا عن التدخل واحترموا السيادة السورية

في لهجة واضحة، شدد المتحدث الأوروبي على ضرورة احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها، داعيًا إسرائيل وكافة الجهات الأجنبية الفاعلة إلى التوقف عن أي تدخلات من شأنها تأجيج الأوضاع في الداخل السوري.

وتأتي هذه التصريحات في ظل مخاوف أوروبية ودولية من تحول الاشتباكات المحلية في السويداء إلى صراع إقليمي أو طائفي أوسع، في حال استمرت التدخلات الخارجية أو تقاعست الأطراف المحلية عن ضبط النفس.

قلق أوروبي من الانتهاكات ومطالبة بالمحاسبة

عبر الاتحاد الأوروبي عن قلقه العميق إزاء مئات الضحايا المدنيين الذين سقطوا خلال موجة العنف الأخيرة في السويداء، والتي تشير تقارير ميدانية إلى تورط جماعات مسلحة في ارتكاب انتهاكات خطيرة ضد مدنيين عزل.

ودعا العنوني إلى محاسبة جميع المسؤولين عن هذه الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي، وتقديمهم إلى العدالة دون استثناء، مشددًا على ضرورة التزام الجميع بالقوانين الدولية الإنسانية.

دعوة إلى انتقال سياسي شامل والاتحاد يعرض المساعدة

أكد المتحدث الأوروبي أن الوقت قد حان لـ "إطلاق حوار وطني شامل يقود إلى عملية انتقالية سلمية"، تكون بقيادة سورية خالصة، بعيدًا عن الضغوط الخارجية والمصالح الإقليمية والدولية.

وأوضح أن الاتحاد الأوروبي مستعد لتقديم الدعم اللازم لهذا المسار الانتقالي، مؤكدًا التزامه بـ"حل سياسي سلمي ومستدام للأزمة السورية"، وفقًا لقرارات مجلس الأمن الدولي، وعلى رأسها القرار 2254.

خلفية الأحداث: تهدئة مرتقبة بعد تصعيد دموي

يأتي الترحيب الأوروبي في وقت أعلنت فيه رئاسة الجمهورية العربية السورية وقفًا شاملًا وفوريًا لإطلاق النار في محافظة السويداء، بعد أيام دامية شهدت اشتباكات عنيفة بين عشائر البدو ومجموعات مسلحة، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا وتدهور الوضع الإنساني.

وتسعى الحكومة السورية الآن، بدعم محلي ودولي، إلى تثبيت الهدنة وتهيئة الأرضية لعودة الهدوء وانتشار المؤسسات الرسمية في المنطقة، وسط ترقب حذر لمآلات الميدان