رغم استمرار الضغوط التنظيمية والقلق العالمي من التقلبات الحادة في سوق العملات الرقمية، قفزت البيتكوين مؤخرًا إلى مستويات أثارت انتباه المستثمرين من جديد، لتعيد فتح النقاش القديم المتجدد: هل نشهد بالفعل بداية مرحلة اعتماد مؤسسي واسع واعتراف رسمي بالعملة الرقمية؟ أم أن هذه القفزة ما هي إلا فقاعة جديدة في طريقها للانفجار كما حدث في مرات سابقة؟

ارتفع سعر البيتكوين مؤخرًا في ظل موجة شراء ملحوظة من المؤسسات المالية وصناديق الاستثمار، وهو ما يرصده تحيا مصر. 

 تأتي هذه القفزة في وقت تتصاعد فيه التوقعات بقيام البنك الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة تدريجيًا، ما يعزز شهية المخاطرة لدى المستثمرين ويدفعهم نحو الأصول عالية العائد مثل العملات المشفرة.

كما لعبت الأخبار المتعلقة بتوسع استخدام البيتكوين في مدفوعات بعض الشركات العالمية، واهتمام صناديق تقاعد أمريكية بتضمين أصول مشفرة في محافظها الاستثمارية، دورًا كبيرًا في تعزيز الطلب، إلى جانب ذلك، لا يزال زخم صناديق ETF المرتبطة بالبيتكوين في الولايات المتحدة يدعم ثقة المستثمرين.

ومع ذلك، لم تغب التحذيرات عن المشهد، إذ تؤكد جهات رقابية في أوروبا وآسيا أن الطفرة الحالية قد تكون مدفوعة بمضاربات قصيرة الأجل، وليس بأسس قوية. كما أن التشديد المتوقع على التنظيمات في الأسواق الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين قد يعيد رسم خريطة السوق خلال الأشهر المقبلة.

في المقابل، يرى أنصار البيتكوين أن التوسع في البنية التحتية، وزيادة اعتماد العملة في المدفوعات الرقمية، وتوجه البنوك المركزية نحو إطلاق عملاتها الرقمية، يعزز من مكانة البيتكوين كأصل قابل للبقاء والانتشار.

في ظل هذه التغيرات المتسارعة، تظل البيتكوين في مفترق طرق بين التحول إلى أصل معتمد على نطاق واسع، أو أن تكون مجرد فقاعة زمنية جديدة، و لكن المؤكد أن السوق يمر بمرحلة حرجة يتابعها العالم المالي بكل اهتمام.