نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حفرة الموت.. حينما ابتلعت الأرض حلم الثراء في الجميزة بالسنطة - بلس 48, اليوم الخميس 17 يوليو 2025 09:30 صباحاً
لم يكن يدري «م.ع» ابن قرية الجميزة التابعة لمركز السنطة بالغربية، أن خطواته نحو حلم الثراء السريع ستكون الأخيرة في حياته، هو وصديقه، ليلة صيفية بدت عادية، لكن ما جرى في أعماق الأرض كان كفيلاً بتحويلها إلى مأساة لا تُنسى في ذاكرة القرية.
في بيت بسيط مكوَّن من ثلاثة طوابق، اجتمع خمسة شبان - تختلف أعمارهم وتتفق أطماعهم - يحملون معاول وأجهزة بدائية، يحفرون صامتين، كل ضربة معول تفتح في خيالهم بابًا لكنز مدفون، وحضارة دفنتها الرمال.
استمرت أعمال الحفر لعدة ساعات، حتى بلغ عمق الحفرة نحو 20 مترًا. الأرض بدأت تهتز، والتراب ينهار من الجوانب، وفجأة دوّى الصراخ في المكان.. .سقط ثلاثة منهم داخل الحفرة، بينما وقف الاثنان الآخران مذهولين، عاجزين عن التصرف.
ركض الأهالي على صوت الاستغاثة، وقبل أن تصل الشرطة والإسعاف، كانت صدمة القرية قد بدأت. شابان لفظا أنفاسهما في قاع الحفرة، وثالث نُقل مصابًا في حالة حرجة إلى المستشفى، بينما قُبض على الاثنين الباقيين وسط دهشة الجميع.
فرق الحماية المدنية عملت لساعات لانتشال الجثتين، وفي الصباح، خرجت الجميزة تودّع أبناءها الذين ظنّوا أن التاريخ سيمنحهم كنزه، لكنه منحهم قبورًا مفتوحة في ظلام الحفر، فيما باشرت النيابة التحقيق، وتحفظت على أدوات الحفر، وأمرت بتشريح الجثتين لبيان سبب الوفاة، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.
كانت البداية عندما تلقى اللواء أيمن عبد الحميد، مدير أمن الغربية، إخطارًا من مأمور مركز شرطة السنطة، يفيد بورود بلاغ من أهالي قرية الجميزة بسقوط 3 أشخاص داخل حفرة عميقة أثناء الحفر بحثًا عن آثار.
على الفور، انتقلت الأجهزة الأمنية مدعومة بقوات الحماية المدنية وسيارات الإسعاف إلى موقع البلاغ، حيث تبين من المعاينة والتحريات قيام 5 أشخاص بالتنقيب عن الآثار أسفل منزل مكوّن من 3 طوابق، وأثناء الحفر انهارت جوانب الحفرة، التي بلغ عمقها نحو 20 مترًا، مما أسفر عن مصرع شابين يبلغان من العمر 27 و24 عامًا، وإصابة ثالث تم نقله إلى المستشفى لتلقي الإسعافات اللازمة.
وتمكنت فرق الإنقاذ من انتشال الجثتين، ونقلهما إلى مشرحة مستشفى السنطة، فيما تم القبض على المتهمين الآخرين، والتحفظ على أدوات الحفر والمعدات المستخدمة في الواقعة.
ورغم الألم، لم تكن هذه المرة الأولى التي تسرق فيها الحكايات عن الكنوز المدفونة عقول البسطاء، لكنها كانت واحدة من الحفر التي دفنت الحلم مع أصحابه، بلا ذهب.
0 تعليق