يمثّل قرار زيادة فواتير الطاقة في بريطانيا بنسبة 10%، المقرر تطبيقه بدءًا من مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ضربة موجعة للكثير من الأسر، خاصة الفقيرة.
وبحسب المعلومات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، توقّع مسحٌ جديد اتجاه ما يقارب 46% من البالغين البريطانيين إلى تقليص استهلاك الطاقة (بما يشمل الغاز والكهرباء) خلال فصل الشتاء المقبل، بالتزامن مع تطبيق الزيادات المرتقبة.
وطالبت جمعيات خيرية بريطانية الحكومة ببذل المزيد من الجهود لمساعدة الأسر الفقيرة في تدفئة منازلها خلال موسم الشتاء القارس.
وبحسب التقديرات، من المتوقع أن يرتفع متوسط فواتير الطاقة في بريطانيا للأسر بمعدل 149 جنيهًا إسترلينيًا (198.70 دولارًا أميركيًا) عقب تطبيق الحكومة قرار الزيادة مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
*(الجنيه الإسترليني = 1.33 دولارًا أميركيًا).
واستقرت الفواتير بصورة محدودة في الآونة الأخيرة مقارنة بمعدلاتها في العامين الماضيين، لكنها ما زالت متأثرة بتداعيات أزمة الطاقة التي خلّفتها تداعيات اندلاع الحرب الأوكرانية في فبراير/شباط عام 2022، وفقًا لمتابعات منصة الطاقة (مقرّها واشنطن).
نتائج المسح
أظهرت نتائج المسح أن ما يقارب 45% من الأسر البريطانية من ذوي الدخل المنخفض واجهت صعوبات لدفع فواتير الطاقة في بريطانيا خلال العام الماضي (2023)، وفق التفاصيل التي أوردتها صحيفة الغارديان البريطانية.
على الجانب الآخر، قال ما يقارب من 33% من الأسر البريطانية التي تحاسب وفق عدادات الدفع المسبق، إنهم لم يحصلوا على الكهرباء أو التدفئة اللازمة لهم خلال العام الماضي، طبقًا لنتائج المسح الذي أجرته مؤسسة يوجوف (YouGov) البريطانية نيابة عن جمعية "ناشونال إنرجي أكشن" الخيرية المعنية بملف فقر الوقود.
وكشفت مؤسسة يوجوف الخيرية أن ما يقارب 6 ملايين أسرة بريطانية ستعاني ما يسمى بـ(فقر الوقود) حال تطبيق قرار زيادة سقف أسعار فواتير الطاقة المنزلية.
وتوقعت المؤسسة حاجة الأسرة الواحدة إلى إنفاق ما يقارب 10% من دخلها على فواتير التدفئة.
إزاء ذلك، من المقرر ارتفاع متوسط فواتير الطاقة في بريطانيا سنويًا إلى 1.717 جنيهًا إسترلينيًا سنويًا، عقب تطبيق القرار الحكومي، مقابل 1.568 جنيهًا إسترلينيًا المقدّرة في يوليو/تموز الماضي.
شتاء قارس
قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة "ناشونال إنرجي أكشن" البريطانية، آدم سكورير، إن ملايين الأسر مهددة بتحمُّل شتاء قارس، مضيفًا أن الأسر ستكون أمام خيارين: إمّا تراكم ديون فواتير الطاقة، أو عدم تدفئة بيوتها.
واتصالًا بذلك، يبلغ إجمالي ديون الفواتير المفترض أن تدفعها الأسر ما يقارب 3.7 مليار جنيه إسترليني، وفقًا لإحصائيات هيئة تنظيم سوق الطاقة الحكومية "أوفغيم".
ويرى سكورير أن هناك متسعًا من الوقت أمام الحكومة البريطانية لرفع معدل الدعم المقدم للأسر الفقيرة، عبر مخطط يتضمن خصمًا لتدفئة المنازل.
وأكد أهمية تعاون الحكومة مع هيئة أوفيغم، ومورّدي قطاع الطاقة، لتقديم دعم مباشر لتقليل الفواتير المرتقب أن تدفعها الأسر.
وشدد على ضرورة أن يكون موسم الشتاء الجاري بمثابة فرصة لإصلاح منظومة فواتير الطاقة في بريطانيا.
إزاء ذلك، اتجه ما يقارب 4% من البالغين البريطانيين لتقليل استهلاكهم للمعدّات الطبية الرئيسة -مثل الأكسجين- توفيرًا للمال خلال الأشهر الـ3 الماضية.
تضرر المتقاعدين
انتقدت جمعيات خيرية ومؤسسات اتجاه الحكومة لإلغاء تطبيق منظومة دعم مدفوعات الوقود للمتقاعدين -البالغ عددهم 10 ملايين شخص- خلال موسم الشتاء، والمطبّقة من قبل حكومة حزب العمال عام 1997.
من جانبها، وصفت مديرة جمعية أيدج (Age) الخيرية البريطانية، كارولين أبراهامز، قرار تقييد مدفوعات الوقود خلال فصل الشتاء بـ"الخاطئ"، وينذر بعواقب وخيمة على المتقاعدين من أصحاب المعاشات المنخفضة و المتوسطة.
وقال منسّق ائتلاف إنهاء فقر الوقود سيمون فرانسيس، إن الكثير من أصحاب المعاشات سيواجهون شتاءً هو الأكثر كلفة لهم على الإطلاق.
وأضاف أن الأمر لا يقتصر على هذا التحدي فحسب، لا سيما مع الزيادات السعرية الإضافية التي تلوح في الأفق.
خطط وطنية
رحّب سيمون فرانسيس بتطبيق خطط وطنية طويلة المدى لتحسين كفاءة استهلاك الطاقة في المنازل، وضمان أمن الطاقة في البلاد.
وفي المقابل، يرى أن تطبيق تلك المخططات يستغرق وقتًا، ولذلك من الضروري توفير المزيد من الدعم في الوقت الحالي للأسر الفقيرة.
وأشار إلى أن قطاع الطاقة البريطاني تمكّن من تحقيق أرباح تقارب 457 مليار جنيهًا إسترلينيًا منذ بداية الأزمة.
ويرى أن هناك الكثير من الفوائض المالية لدى الحكومة، والتي يجب توجيهها لضمان تدفئة الأسر كافة في فصل الشتاء.
وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة سيتيزنس أدفايس (Citizens Advice)، ديم كلير، إن العديد من المواطنين البريطانيين لم يحصلوا بعد على دعم مناسب من مورّدي قطاع الطاقة بالبلاد.
وأشارت إلى تحسُّن خدمة عملاء هذه الشركات خلال فصل الربيع الماضي، مضيفًة أنها تحتاج إلى استمرار وتيرة العمل لضمان حصول المواطنين البريطانيين على الدعم الكافي في فصل الشتاء المقبل.
وشدّدت على ضرورة التطبيق العاجل للدعم المستهدف على فواتير الطاقة الخاصة بالفئات الفقيرة، لا سيما في ضوء الأهمية الحيوية للقطاع لدى المواطنين.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
0 تعليق