أُلغيت صفقة ضخمة لتصنيع أجهزة التحليل الكهربائي في أميركا بقدرة 1 غيغاواط، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وخسرت شركة نيل النرويجية (Nel) لتصنيع أجهزة التحليل الكهربائي طلبًا ضخمًا لنماذجها القلوية، بعد أن ألغت شركة ناشئة تدّعي أنها تبني أكبر مشروع لإنتاج الهيدروجين خارج الشبكة في الولايات المتحدة، صفقة توريد أولية مع الشركة.
وكانت اتفاقية حجز السعة، التي وُقّعت في أبريل/نيسان 2024، تسمح لشركة نيل بتوريد أكثر من 1 غيغاواط من أجهزة التحليل الكهربائي القلوية لمركز الهيدروجين النظيف في ميسيسيبي التابع لشركة هاي ستور (Hy Stor)، الذي يواجه تأخيرات حاليًا.
وتشهد مشروعات التحليل الكهربائي في أميركا طفرة هائلة في إعلاناتها؛ للاستفادة من الحوافز الضريبية التاريخية التي منحها قانون خفض التضخم للمنتجين والمطوّرين حتى عام 2030.
إلغاء مشروع التحليل الكهربائي في أميركا
في ملف قدّمته إلى بورصة النرويج يوم الإثنين (30 سبتمبر/أيلول 2024)، أفادت شركة نيل بأن تراكُم الطلبات لديها لم يتأثر بالإلغاء، إذ لم تُحتَسب اتفاقية حجز السعة مع "هاي ستور" بأنها طلب ثابت في حساباتها.
وستحتفظ الشركة النرويجية برسوم حجز السعة غير القابلة للاسترداد من صفقة أجهزة التحليل الكهربائي، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأثار إلغاء المشروع تساؤلات حول وضع برنامج مركز الهيدروجين النظيف في ميسيسيبي التابع لشركة "هاي ستور"، والذي لم يحصل على تمويل من مخطط مراكز الهيدروجين النظيف الإقليمية التابع للحكومة الأميركية بقيمة 7 مليارات دولار، على الرغم من التقدم بعطاء للحصول على 1.2 مليار دولار من الدعم المالي.
وقالت شركة هاي ستور، إنها تمضي قدمًا في المشروع على أيّ حال؛ وفي ديسمبر/كانون الأول، وقّعت عقد تصميم هندسي أولي للمشروع مع شركة نيل.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة نيل، هاكون فولدال، على هامش أسبوع الهيدروجين العالمي في كوبنهاغن: "بالطبع كنّا نودّ أن يمضي المشروع قدمًا.. قد يستمر، لكنه يتأخر.. ولأنه يتأخر؛ فليس من المنطقي أن يكون لدينا اتفاقية حجز سعة في الأمد القريب".
الهيدروجين النظيف في أميركا
حال نجاحه، سيستعمل مركز الهيدروجين النظيف في ميسيسيبي الكهرباء التي تُوَفَّر مباشرةً من توربينات الرياح والألواح الشمسية في الموقع، مع تخزين عشرات الآلاف من الأطنان من الهيدروجين فيما يصل إلى 10 كهوف ملحية عبر الولاية الواقعة في جنوب الولايات المتحدة.
وسيسمح هذا بإمداد ثابت بالهيدروجين النظيف للمشتري المقترح وشركة صناعة الصلب السويدية إس إس إيه بي (SSAB) لإنتاج الصلب الأخضر، والمشترين المحتملين الآخرين، بحسب ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة في موقع "هيدروجين إنسايت" (Hydrogen Insight).
ولم توضّح نيل ما إذا كان عقد التصميم الهندسي الأولي الخاص بها لمركز الهيدروجين النظيف في ميسيسيبي قد تأثر بإلغاء "هاي ستور" لاتفاقية حجز السعة الخاصة بها.
وتخطط نيل لإنشاء مصنع للتحليل الكهربائي بقدرة 4 غيغاواط في ميشيغان، ومع ذلك قالت، إنها كانت ستوفر 500 ميغاواط من "الأقطاب الكهربائية" لمركز الهيدروجين النظيف في ميسيسيبي من مصنعها الحالي في هيرويا بالنرويج، قيد التوسعة حاليًا.
مشروعات التحليل الكهربائي في أميركا
توقّع تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- أن ترتفع قدرة التحليل الكهربائي في أميركا بنحو 39 مرة تقريبًا، إذا تحققت جميع المشروعات المخططة في البلاد.
وتبلغ قدرة التحليل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين في أميركا حاليًا نحو 116 ميغاواط فقط، وإذا تحققت جميع المشروعات المعلنة فسترتفع هذه القدرة إلى 4.52 غيغاواط.
وما تزال الولايات المتحدة -كغيرها من دول العالم- تعتمد في إنتاج الهيدروجين على الطريقة التقليدية القائمة على حرق الوقود الأحفوري، أو عبر مصادر ثانوية أخرى، وهو ما يُطلق عليه الهيدروجين الرمادي أو الأزرق -حال استعمال تقنية احتجاز الكربون من عدمه-، أمّا الهيدروجين الأخضر، فما زال إنتاجه ضئيلًا للغاية.
وإذا تحققت جميع مشروعات التحليل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين في أميركا، فمن المتوقع أن يصل الإنتاج السنوي للهيدروجين الأخضر في البلاد إلى 720 ألف طن متري، بحسب التقرير الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية (6 يونيو/حزيران 2024).
ويمثّل هذا الرقم علامة فارقة في قدرات إنتاج الهيدروجين الأخضر، بالنظر إلى حجم إنتاجه العالمي الذي لم يتجاوز 100 ألف طن، أو ما يعادل 0.1% فقط من إجمالي إنتاج الهيدروجين البالغ 95 مليون طن في عام 2022، الذي جاءت غالبيته العظمى من حرق الوقود الأحفوري، بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية.
وتشير تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى أن سعة إنتاج الهيدروجين عبر أجهزة إصلاح الميثان بالبخار تصل إلى 7.6 مليون طن متري سنويًا.
وتعمل إدارة المعلومات في الوقت الحالي على إعداد نموذج جديد لإمدادات الهيدروجين وتعديل نماذج الاستهلاك القائمة، لتحسين توقعات الهيدروجين السنوية بصورة أفضل بالمشاركة مع أصحاب المصلحة المقرر عقد جلسة نقاشية معهم في 12 يونيو/حزيران الحالي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
0 تعليق