أستاذ تربية يحذر: "البكالوريا" قفزة غير محسوبة قد تعمّق أزمة التعليم بدلًا من حلها - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أستاذ تربية يحذر: "البكالوريا" قفزة غير محسوبة قد تعمّق أزمة التعليم بدلًا من حلها - بلس 48, اليوم الثلاثاء 15 يوليو 2025 08:33 مساءً

في زمن يتغير فيه كل شيء بسرعة البرق، تظل منظومة التعليم في مصر حائرة بين الرغبة في اللحاق بركب التطوير، والتردد أمام بناء قواعد علمية راسخة، وبين الحلم بـ"بكالوريا مصرية" تحاكي النظم العالمية، والواقع الذي يفتقد للتهيئة والتدرج، يعلو صوت الخبراء محذرين من أن قفزات غير محسوبة في تطوير الثانوية العامة قد تأتي بنتائج عكسية. 

الدكتور محمد عبد العزيز، أستاذ التربية بجامعة عين شمس، يرفع راية الإنذار، مشددًا على أن أي إصلاح لا ينطلق من رؤية شاملة تبدأ من جذور النظام التعليمي، لن يثمر سوى مزيد من الارتباك.

أطلق الدكتور محمد عبد العزيز، أستاذ التربية بجامعة عين شمس، تحذيرات قوية من الانجراف وراء ما وصفه بـ"التطوير السطحي" في نظام الثانوية العامة، محذرًا من تبني نموذج "البكالوريا المصرية" قبل استكمال ملامحه وتوفّر أرضية تعليمية صلبة تُمكّنه من النجاح.

إصلاح لا ينطلق من رؤية شاملة تبدأ من جذور النظام التعليمي، لن يثمر سوى مزيد من الارتباك

وفي مداخلة عبر برنامج "أهل مصر" على قناة "أزهري"، أكد عبد العزيز أن التعليم لا يمكن تغييره بتعديل المقررات أو تبني أسماء لامعة مستوحاة من تجارب دولية، بل من خلال رؤية متماسكة تبدأ من التعليم المبكر وتمر بكل المراحل حتى الجامعة.

وانتقد أستاذ التربية ما وصفه بـ"القصور المفاهيمي" في تطبيق النموذج الجديد، مشيرًا إلى أن تدريس مقررات معقدة كالبيولوجيا المتقدمة في الصف الثالث الثانوي، بينما لم يتعرّض الطلاب للمادة منذ المرحلة الإعدادية، يخلق فجوة معرفية تهدم ثقة الطالب في قدراته، وتزيد من تعقيد العملية التعليمية بدلًا من تبسيطها.

تطبيق معايير متناقضة داخل نفس المرحلة الدراسية يُربك المتعلم ويضعف قدرته على الاستيعاب

كما أعرب عن قلقه من إدخال مفاهيم "العلوم المتكاملة" في بداية المرحلة الثانوية دون تهيئة تربوية مسبقة، معتبرًا أن تطبيق معايير متناقضة داخل نفس المرحلة الدراسية يُربك المتعلم ويضعف قدرته على الاستيعاب، بل ويشوّه فكرة التعليم التكاملي ذاتها.

وشدد عبد العزيز على أن الدول التي حققت طفرات تعليمية حقيقية لم تفعل ذلك بتجارب مبعثرة، بل عبر خطط طويلة الأمد انطلقت من الطفولة المبكرة وامتدت بتدرج منطقي حتى نهاية المرحلة الثانوية، متسائلة: "هل نمتلك في مصر تلك الخطة؟ أم نكتفي بتغيير الأسماء والمقررات؟".

واختتم حديثه بالتأكيد على أن رفضه لا يطال فكرة التطوير ذاتها، بل طريقة تنفيذها، مؤكدًا أن اعتماد خطوات غير مدروسة قد يؤدي إلى هدم ما تبقى من ثقة المجتمع في أي مشروع إصلاح تعليمي، داعيًا إلى تبني استراتيجية وطنية شاملة للتعليم تبدأ من جذوره وتنتهي بثماره.


 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق