في تجربة تجمع بين التاريخ والتكنولوجيا، أعادت شركة Billet Labs البريطانية المتخصصة في حلول تبريد الحواسيب توظيف مشع من الحديد الزهر يعود إلى العصر الفيكتوري ليصبح قلب نظام تبريد لحاسوب ألعاب حديث، في مشروع لافت كشفت عنه عبر حسابها على “إنستغرام”.
المشع، الذي يزن نحو 50 كيلوغرامًا ويُرجّح أنه أُنقذ من منزل يعود لأكثر من قرن، لم يُستخدم كقطعة ديكور فحسب، بل تحول إلى العنصر الأساسي في تصميم الحاسوب، حيث جرى تثبيت المكونات الداخلية كاملة أسفله، ليصبح المشع نفسه هو الهيكل ونظام التبريد في آن واحد.
ويُظهر المقطع المصور مراحل متقدمة من البناء، إذ بدأت الشركة بتركيب مشتتات حرارية وأنابيب نحاسية لربط المعالج وبطاقة الرسوميات وبقية المكونات بالمشع الضخم، الذي يتسع لأكثر من 10 لترات من السوائل، بحسب تقرير نشره موقع “interestingengineering” واطلعت عليه “العربية Business”.
وعند اكتماله، سيعمل المشع كنظام تبريد سلبي هائل، يخفي الحاسوب تحته داخل بنية حديدية ضخمة تشبه المدافئ القديمة.
تصميم ستيمبانك ومكونات مخفية
يمزج هذا التصميم الغريب بين عتاد العصر الصناعي وتقنيات الحوسبة الحديثة، ليقدم شكلًا قريبًا من أسلوب الستيمبانك، مع أرجل مزخرفة وزعانف حديدية منحنية وكتلة معدنية ضخمة تجعله قطعة عرض أكثر منه جهازًا يوضع أسفل المكتب.
وعلى عكس الصناديق التقليدية، جرى تثبيت جميع مكونات الحاسوب أسفل المشعّ، حيث تظهر من الخلف مخارج بطاقة الرسوميات، ومنافذ اللوحة الأم، وفتحة تهوية مزود الطاقة.
وعند إمالة المشعّ، تنكشف شبكة الأنابيب النحاسية والمشتتات التي تنقل الحرارة إلى جسم الحديد الزهر.
تبريد صامت
ورغم عدم الكشف عن المواصفات التقنية الدقيقة، تشير الشركة إلى أن هذا النوع من التبريد يناسب المعالجات وبطاقات الرسوميات عالية الاستهلاك للطاقة، والتي يصعب تبريدها بهدوء باستخدام الحلول التقليدية.
ومع ذلك، يشير مراقبون إلى أن الاعتماد على التبريد السلبي فقط قد يفرض حدودًا على كمية الحرارة التي يمكن للنظام التعامل معها فعليًا.
امتداد لفلسفة “Billet Labs”
لا يُعد هذا المشروع استثناءً في مسيرة “Billet Labs”، المعروفة بتصاميمها غير التقليدية التي تمزج النحاس الصلب والأنابيب المكشوفة مع حلول تبريد متطرفة.
ومن بين مشاريعها السابقة حواسيب جدارية بأسلوب ستيمبانك، وتصاميم مدمجة مثل “The Toaster” و”Boiler”، إضافة إلى تصنيع بلوكات تبريد للمعالجات وبطاقات الرسوميات من نحاس خالص.
ولا يزال حاسوب “المشع الفيكتوري” في طور التطوير، دون نتائج أداء فعلية حتى الآن.
لكن سواء نجح في تقديم تبريد صامت وعالي الكفاءة، أو اقتصر دوره على كونه تجربة بصرية جريئة، فإنه يثبت أن تعديل الحواسيب يمكن أن يستلهم المستقبل من الماضي السحيق.
