يواجه وليد الركراكي، المدرب الوطني للمنتخب المغربي، موجة من الانتقادات الحادة منذ انطلاق بطولة كأس الأمم الإفريقية، بالرغم من سجله المذهل الذي يتضمن 19 انتصاراً متتالياً. تصبح الأسئلة المحرجة من الصحفيين ونقد الجماهير عبر وسائل التواصل الاجتماعي ضاغطة على المدرب الذي قاد الفريق لتحقيق المركز الرابع في كأس العالم 2022، في هذا السياق، يطالب البعض بتعيين طارق السكتيوي كبديل له.
أسئلة نقدية تلاحق الركراكي
يعاني الركراكي من ضغوط غير مسبوقة من الإعلام المحلي، حيث تتوالى الأسئلة الاستفزازية في كل مؤتمر صحفي. فقد سُئل في إحدى المناسبات عن سبب إشراك سفيان رحيمي ثم إخراجه، على الرغم من أن “القرار المعاكس كان أكثر منطقية”. وفي موقف آخر، وُجه له سؤال ساخر يتعلق بتسديد لاعبيه على المرمى.
حتى شانسيل مبيمبا، اللاعب الكونغولي، لم يسلم من هذه الضغوط، إذ سُئل بعد تعادل فريقه مع السنغال (1-1): “هل تعتقد أن القدر أنصفك، خاصة في ظل الانتقادات الموجهة للمدرب الركراكي؟”، مما أثار استغرابه لعدم فهمه العلاقة بين سؤاله وانتقادات المدرب المغربي.
وقد دار جدل لفظي بين مبيما والركراكي في كأس أمم إفريقيا السابقة، حيث صرح مبيما لاحقًا بأن “القدر” سوف يُنصفه.
الركراكي يرد بأفكار تكتيكية
على الرغم من الضغوط، يحافظ الركراكي على ابتسامته ويجيب على الانتقادات بحجج منطقية وعميقة. تميل مؤتمراته الصحفية إلى أن تكون طويلة، حيث يقدم شروحات تفصيلية حول استراتيجياته، ويؤكد على حقه في الدفاع عن قراراته.
في مباراة البحرين (1-0) في أكتوبر الماضي، عندما حاول أحد المسؤولين تمرير الكلمة إلى صحفي آخر بسبب حدة التعليقات، قاطعه الركراكي قائلاً: “لا، سأرد أنا شخصياً”، ثم بدأ بشرح نقطة تكتيكية مفصلة.
إنجازات عظيمة ولكن
يمتلك الركراكي سيرة ذاتية مليئة بالنجاحات، حيث حصل على لقب الدوري مع الفتح الرباطي في 2016، ثم تكرر الإنجاز مع الدحيل القطري بعد أربع سنوات، وتوج مع الوداد البيضاوي بلقب دوري أبطال إفريقيا والبطولة المحلية في 2022.
كما تُوّجت هذه الإنجازات بأفضل نتيجة في تاريخ المنتخبات الإفريقية بكأس العالم (مركز رابع في قطر 2022)، إلا أن هذا النجاح لم يعد كافيًا لحمايته من الانتقادات بعد الخروج المخيب من النسخة السابقة لكأس الأمم الإفريقية في كوت ديفوار.
دعوات لتعيين السكتيوي ودفاع حكيمي عن المدرب
تتزايد الدعوات لتعيين طارق السكتيوي، اللاعب السابق لأوكسير والمدير الفني الحالي للمنتخب الرديف، كبديل للركراكي. السكتيوي، الذي حقق كأس الأمم الإفريقية للمحليين (شان) 2024 وحصل على المركز الثالث في أولمبياد باريس، يحظى بشعبية كبيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
في دفاعه عن الركراكي، قال أشرف حكيمي: “هذا هو المغرب الجديد، المدرب منح الفريق روحاً جديدة لم أراها من قبل”. كما أشار أحد اللاعبين المقربين من الركراكي إلى أن الوضع يشبه بداية باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا، حيث تحولت الانتقادات إلى احتفالات بعد الفوز باللقب.
يالركراكي اختار أن يكون الدرع الذي يحمي فريقه، متحملاً جميع الانتقادات بمفرده، ومؤكداً على أهمية حماية لاعبيه، في استعدادهم لأكبر تحدٍ في مسيرتهم ومسيرته الشخصية.
