تستعد هواتف آيفون المقبلة لإحداث نقلة نوعية غير مسبوقة في الأداء وكفاءة استهلاك الطاقة، مع دخول شركة TSMC مرحلة الإنتاج التجاري لرقائقها الجديدة بتقنية 2 نانومتر، وهي الأكثر تقدمًا في صناعة أشباه الموصلات حتى الآن.
وبحسب ما ورد على الموقع الرسمي للشركة التايوانية، بدأت “TSMC” بالفعل الإنتاج الضخم لتقنية N2 خلال الربع الرابع من عام 2025، كما كان مخططًا، مع اعتمادها للمرة الأولى على ترانزستورات (GAA)، التي تمثل الجيل الجديد بعد تقنية FinFET التقليدية.
أداء أعلى وتسريب أقل
تعتمد تقنية GAA على إحاطة القناة بالكامل بالبوابة من جميع الجهات عبر صفائح نانوية عمودية، ما يقلل تسريب التيار الكهربائي ويعزز كفاءة التشغيل. والنتيجة: شرائح أسرع، وأكثر توفيرًا للطاقة، وقادرة على العمل بكفاءة أعلى تحت الضغط.
وتؤكد “TSMC” أن رقائق 2 نانومتر توفر قفزة واضحة مقارنة بتقنية 3 نانومتر الحالية، إذ تحقق:
– زيادة في الأداء بنسبة تتراوح بين 10% و15% عند نفس استهلاك الطاقة.
– خفضًا في استهلاك الطاقة بنسبة 25% إلى 30% عند نفس مستوى الأداء.
– تحسنًا في كثافة الترانزستورات بنسبة 15% للشرائح المختلطة، وبنحو 20% لشرائح المعالجة المنطقية فقط.
كثافة الترانزستورات سر قوة آيفون
وكلما صغر حجم التقنية، زاد عدد الترانزستورات في كل مليمتر مربع، ما ينعكس مباشرة على الأداء والكفاءة.
للمقارنة، كان معالج A13 Bionic بدقة 7 نانومتر المستخدم في آيفون 11 يضم نحو 90 إلى 95 مليون ترانزستور لكل مليمتر مربع.
أما معالج A17 Pro بدقة 3 نانومتر في آيفون 15 برو، فقد قفز الرقم إلى ما بين 220 و290 مليون ترانزستور.
ومع الانتقال إلى 2 نانومتر، تشير التوقعات إلى أن معالج A20 Pro، المرجح أن يعمل به آيفون 18 برو ماكس العام المقبل، سيصل إلى كثافة تتراوح بين 310 و330 مليون ترانزستور لكل مليمتر مربع، وهو تطور هائل خلال سنوات قليلة.
ما بعد 2 نانومتر
هذه التقنية تنقل توصيلات الطاقة إلى الجهة الخلفية من شريحة السيليكون بدلًا من الأمامية، ما يسمح بضغط الترانزستورات بشكل أكبر وتحسين كفاءة الطاقة والأداء الحراري.
ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج التجاري لتقنية A16 في النصف الثاني من العام المقبل، بالتزامن مع نسخة محسنة من 2 نانومتر تُعرف باسم N2P، والتي ستوفر زيادة إضافية في الأداء تتراوح بين 5% و10% عند نفس مستوى استهلاك الطاقة.
مع هذه القفزات التقنية، يبدو أن آيفون المقبل لن يكون مجرد تحديث تقليدي، بل خطوة كبيرة نحو جيل جديد من الهواتف الذكية، يجمع بين قوة معالجة غير مسبوقة وكفاءة طاقة أعلى، في وقت تشتد فيه المنافسة على ريادة معالجات الهواتف الذكية.
