شهد سقوط العراق، معارك عسكرية سجلت في التاريخ الحديث، منها قتل قصى صدام حسين وأخيه عدى، ففي 22 يوليو 2003، شهدت مدينة الموصل عملية عسكرية كانت غايتها إلقاء القبض على الأخوين المتخفيين، في أحد بساتين منطقة الدور، وقصفت الطائرات الأمريكية مكان تواجد أبناء صدام حسين، وعلى الفور شهدت المنطقة معركة بالأسلحة النارية عند مخبأ محصن بين قوة أمريكية من 200 جندي مدعومة بالأسلحة الثقيلة وطائرات الهليكوبتر الهجومية مقابل أربعة أشخاص، عدي، وقصي، ومصطفى قصي صدام حسين، ذي الأربعة عشر عاماً، والعقيد عبد الصمد الحدّوشي حارس عدي، انتهت المعركة بمقتلهم بعد مقاومة استمرت أربع ساعات.
اعتراف نواف الزيدان
و بعد 22 عامًا من الصمت، اعترف نواف الزيدان، صاحب المنزل الذي قُتل فيه عدي وقصي نجلا الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في مدينة الموصل عام 2003، بأنه هو من أبلّغ القوات الأمريكية عن مكان وجودهما، وذلك خلال حواره في برامج تلفزيوني كويتي.
وتحدث الزيدان في الحوار عن كواليس استضافة نجلي الرئيس السابق داخل منزله في الموصل، والظروف التي أحاطت بوجودهما هناك قبل أن يقدم على إبلاغ القوات الأمريكية بمكانهما، مكتفياً بالتلميح إلى ما وصفها بالضغوط والملابسات الأمنية التي رافقت تلك الفترة.
وفي 13 أبريل عام 2012، نشر موقع « standard» الأمريكي تصريحا نقلا عن مسؤولون أمريكيون قالوا فيه، إن الرجل الذي يُعتقد أنه أبلغ الولايات المتحدة عن مخبأ أبناء صدام حسين من المرجح أن يحصل على كامل أو معظم المكافأة البالغة 20 مليون جنيه إسترليني، وسيحظى نواف الزيدان، وزوجته وبناته الثلاث وابنيه بفرصة حياة جديدة في الولايات المتحدة.
كان عدي وقصي من العراقيين المطلوبين لدى الولايات المتحدة، ونشرت سلطة الاحتلال الأمريكي مكافأة مجمعة قدرها ثلاثون مليون دولار أمريكي مقابل الإرشاد إلى مكان الأخوين.
من هو قصى صدام حسين؟
قصي صدام حسين الناصري التكريتي، سياسي وقائد عسكري عراقي وهو الابن الثاني لصدام حسين من زوجته ساجدة طلفاح، كان أيضًا مسؤولًا عن الحرس الجمهوري، ولد قصي في بغداد عام 1966.
وذكرت بعض المصادر إنه ولد عام 1967 بينما قال آخرون إنه 1968. على عكس أفراد عائلته والسياسيين الآخرين، لا يُعرف الكثير عن قصي سياسيًا أو شخصيًا. كمل تعليمه الإعدادي والثانوي، التحق بجامعة بغداد ودرس الحقوق، اشتهر بحبه للصيد في المنطقة الغربية للعراق والمسماة الجزيرة.
