واشنطن تفتح ملف الجيل السادس.. إدارة ترامب تكشف ترددات 6G المستهدفة في أميركا

في خطوة تعكس سباقًا مبكرًا على تكنولوجيا الاتصالات المستقبلية، كشفت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن نطاقات الترددات التي تخطط الولايات المتحدة لاستخدامها في خدمات الجيل السادس (6G) المتوقعة أن تبدأ تجاريًا بحلول عام 2030.

وتعود جذور هذا التوجه إلى فبراير 2019، حين فاجأ ترامب المتابعين بتغريدة قال فيها إنه يريد أن تصل الولايات المتحدة إلى تقنيات 5G وحتى 6G في أقرب وقت ممكن، واصفًا إياها بأنها أسرع وأقوى وأكثر ذكاءً من المعايير الحالية.

ورغم أن التصريح قوبل حينها بانتقادات واسعة، إلا أنه يبدو اليوم متوافقًا مع المسار العالمي لتطوير الجيل السادس من الاتصالات، بحسب تقرير نشره موقع “phonearena” واطلعت عليه “العربية Business”.

ترددات محددة لقيادة سباق 6G

وبحسب مذكرة رئاسية حديثة، وقعها ترامب الأسبوع الماضي، تسعى الإدارة الأميركية إلى ضمان ريادة الولايات المتحدة في تطوير ونشر تقنيات 6G. وحددت المذكرة ثلاثة نطاقات رئيسية لاستخدامها في هذه الخدمات، وهي:

– 7.125 – 7.4 غيغاهرتز.

– 2.69 – 2.9 غيغاهرتز.

– 4.4 – 4.94 غيغاهرتز.

وتنص المذكرة على إعادة توطين الأنظمة الفيدرالية العاملة حاليًا ضمن نطاق 7.125 – 7.4 غيغاهرتز، تمهيدًا لاستخدامه في خدمات 6G التجارية بكامل طاقتها.

كما ألزمت الجهات الفيدرالية المعنية بتقديم خطط إعادة التوطين خلال 12 شهرًا، مع التأكيد على عدم المساس بمتطلبات الأمن القومي.

دور دبلوماسي لتكريس الريادة الأميركية

ولا يقتصر توجه الإدارة الأميركية على الجانب التقني فقط، إذ وجهت المذكرة وزير الخارجية ماركو روبيو ومسؤولين آخرين إلى تعزيز ريادة الولايات المتحدة في 6G عبر القنوات الدبلوماسية، في محاولة لتثبيت النفوذ الأميركي عالميًا في معايير وتقنيات الجيل المقبل.

وترى الإدارة أن شبكات 6G ستكون حجر الأساس لتقنيات متقدمة تشمل الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والتقنيات القابلة للزرع داخل الجسم البشري، إلى جانب تطبيقات مستقبلية أخرى، مدعومة بسرعات اتصال أعلى، وزمن استجابة شبه معدوم، وسعات بيانات غير مسبوقة.


لا مكان لنطاق CBRS في خطط 6G

وفي سياق متصل، أشارت مؤسسة New Street Research إلى أن الإدارة الأميركية لا تبدو متحمسة لاستخدام نطاق CBRS (خدمة الراديو ذات النطاق العريض للمواطنين) ضمن خطط 6G.

واعتبرت المؤسسة أن تجاهل هذا النطاق في المذكرة الرئاسية يعكس رغبة في الإبقاء عليه للاستخدامات الحالية، خصوصًا من قبل شركات الكابل وخدمات الاتصالات اللاسلكية المشتركة مع الجيش.

وكانت شركة AT&T قد اقترحت سابقًا نقل CBRS من نطاقه الحالي عند 3.5 غيغاهرتز إلى 3.1 – 3.3 غيغاهرتز، وهو اقتراح حظي بدعم وزارة الدفاع الأميركية، بهدف توفير كتلة أكبر من طيف النطاق المتوسط لبيعها بالمزاد لشركات الاتصالات.

سباق التكنولوجيا يتسارع

وتندرج هذه الخطوات ضمن رؤية ترامب الأوسع لجعل الولايات المتحدة القائد العالمي في التقنيات المتقدمة، لا سيما الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.

وكان الرئيس قد وقع مؤخرًا عدة أوامر تنفيذية لتعزيز الهيمنة الأميركية في مجالات العلوم والتكنولوجيا، إلى جانب دعم قطاعات مستقبلية أخرى مثل الطيران فائق السرعة.

وبينما لا تزال 6G في طور التخطيط عالميًا، يبدو أن واشنطن اختارت الدخول مبكرًا في السباق، واضعة الطيف الترددي في قلب استراتيجيتها للهيمنة التكنولوجية القادمة.